ما هي سورة التوحيد؟
سورة التوحيد، أو كما تُعرف أيضًا باسم سورة الإخلاص، هي إحدى سور القرآن الكريم القصيرة في عدد آياتها، العظيمة في معناها ومكانتها. وهي سورة مكيّة، نزلت قبل الهجرة النبوية، وتُعدّ من أكثر السور حفظًا وتلاوةً بين المسلمين، لما تحمله من معاني التوحيد الخالص لله تعالى.

نص سورة التوحيد (الإخلاص)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)
اللَّهُ الصَّمَدُ (2)
لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3)
وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
سبب تسميتها بـ”سورة التوحيد”
سُمّيت سورة التوحيد لأنها تشتمل على خلاصة العقيدة الإسلامية في توحيد الله سبحانه وتعالى، وتنفي عنه كل شريك أو شبيه أو ولد. فهي تُعرّف الله بأنه:
أحد: أي لا شريك له في ذاته وصفاته وأفعاله.
صمد: أي كامل الغنى، الذي يُقصد في الحاجات، ولا يحتاج إلى أحد.
لم يلد ولم يولد: تنفي عنه صفات البشر من نسب وولادة.
ولم يكن له كفؤًا أحد: لا يُشبهه أحد ولا يُماثله شيء.
أسماء أخرى للسورة
لسورة التوحيد عدة أسماء وردت في كتب التفسير والحديث، منها:
سورة الإخلاص: لأنها تُخلِص لله وحده العبادة والتوحيد.
سورة الصمد: لورود اسم “الصمد” فيها، وهو اسم لا يذكر في غيرها.
الأساس: لأنها أساس العقيدة.
النجاة: لأنها تنجي من الشرك.
فضل سورة التوحيد
وردت أحاديث نبوية كثيرة تبين عظمة فضل سورة الإخلاص، منها:
قال النبي :
“قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ”
(رواه البخاري)
وقال لرجل كان يكثر من قراءتها:
“حبك إياها أدخلك الجنة”
(رواه البخاري)
وكان النبي يقرؤها في أذكار الصباح والمساء، وفي ركعتي الفجر، وبعد كل صلاة، مما يدل على مكانتها العالية في الإسلام.
دروس وعِبَر من السورة
الإيمان بوحدانية الله أساس الدين: لا يصح إيمان مسلم إلا بالإقرار بأن الله واحد لا شريك له.
تنزيه الله عن صفات المخلوقين: فلا يُشبهه أحد، ولا يُنسب إليه ولد أو والد.
الاعتماد على الله وحده: لأنه الصمد الذي يُقصد في كل الحاجات، وهو الكافي لعباده.
مكانة سورة التوحيد في حياة المسلم
تُتلى في الصلوات، خاصة في النوافل.
تُقرأ في الأذكار اليومية (ثلاث مرات صباحًا ومساءً).
يُستحب قراءتها عند النوم.
تُستخدم في الرقية الشرعية، لما فيها من تعظيم لله.
سورة التوحيد، رغم قِصرها، تحمل أعظم معاني العقيدة الإسلامية، وتُعبّر عن جوهر الإيمان بالله تعالى. لذا، فهي ليست فقط سورة للحفظ والتلاوة، بل هي رسالة إيمانية تربط القلب بالخالق، وتغرس في النفس معنى التوحيد الخالص.
في كل مرة تقرأ فيها “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ”، تذكّر أنك تُجدّد عهدك بالإيمان، وتُعلن توحيدك لله الواحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
المصدر: تحفيظ القرآن اونلاين ، تعليم التجويد للكبار