من الذي مات ولم يولد؟
يُعد هذا السؤال من الأسئلة الفلسفية والدينية التي تثير التأمل والتفكير: “من الذي مات ولم يولد؟” والإجابة المشهورة والمعروفة عبر العصور، خاصة في السياق الديني، هي: “آدم عليه السلام”.
لكن لماذا آدم؟ وماذا يعني هذا السؤال في عمقه؟ لنستعرض الإجابة بشكل مفصل.

أولًا: من هو آدم عليه السلام؟
آدم عليه السلام هو أول إنسان خلقه الله، وورد ذكره في جميع الكتب السماوية. في الإسلام، يُعتبر أبو البشر، وقد خُلق من تراب، ثم نُفخت فيه الروح بأمر الله، وعلّمه الله الأسماء كلها، وأسجد له الملائكة، وأسكنه الجنة.
لماذا يُقال عن آدم إنه “مات ولم يولد”؟
لم يولد: لأن آدم لم يأتِ من رحم أم، ولم يُخلق من أبوين كباقي البشر، بل خُلق مباشرة بأمر إلهي من تراب.
ومات: لأنه بعد أن عاش حياة طويلة (ورد في بعض الروايات أنه عاش 960 سنة)، مات مثل باقي البشر، وانتهت حياته في الدنيا.
وبذلك، يُعتبر آدم هو الوحيد بين البشر الذي تحققت فيه هذه الحالة الفريدة: الموت دون ولادة.
على الجانب الآخر، يُطرح أحيانًا سؤال: “من الذي وُلِد ولم يمت؟”
والإجابة في بعض الأقوال: النبي عيسى عليه السلام (بحسب المعتقد الإسلامي، فإنه لم يمت بل رُفع إلى السماء، وسينزل آخر الزمان).
وهناك أيضًا من يقول: “من الذي لا وُلِد ولا مات؟”
والإجابة في السياق العقائدي الإسلامي: الله سبحانه وتعالى، كما ورد في سورة الإخلاص:
“لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ”
مغزى السؤال
هذا النوع من الأسئلة ليس فقط ترفًا لغويًا، بل يحمل دروسًا فكرية وعقائدية، منها:
التأمل في بداية الخلق وأصل الإنسان.
فهم خصوصية آدم عليه السلام كمخلوق مكرّم.
تذكير الناس أن الموت قدرٌ على الجميع، حتى أول إنسان على وجه الأرض.
تحفيز الذهن على التفكر والتأمل في الخلق والوجود.
آدم عليه السلام هو الإجابة على سؤال “من الذي مات ولم يولد؟”، لأنه أول مخلوق بشري خلقه الله من تراب، بلا والدين، ثم توفي بعد أن أدى رسالته. وتبقى هذه العبارة القصيرة بوابة للتأمل في سرّ الخلق، وعجائب قدرة الله، ودعوة للإنسان أن يتواضع ويتأمل في بداياته ونهايته.
فمن لم يولد.. قد مات، ومن وُلد.. سيموت، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.
المصدر: تحفيظ القرآن اونلاين ، تعليم التجويد للكبار