آيات إبطال السحر والعين والحسد والمس من القرآن الكريم
لقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم ليكون هدى ورحمة وشفاءً للناس، وقد تضمّن هذا الكتاب العظيم آياتٍ تنفع في كل جوانب الحياة، ومنها الرقية الشرعية وآيات إبطال السحر والعين والحسد والمس.
فقد ابتُلي كثير من الناس بهذه الأمور، والله جعل من القرآن علاجًا ووقاية، وطمأننا بقوله:
{وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ} [الإسراء: 82].

أولًا: الفرق بين السحر والعين والحسد والمس
السحر: عمل خبيث يعتمد على الطلاسم والشعوذة، يُستخدم لإيذاء الناس بإذن الله واختباره.
العين: نظرة خبيثة من شخص تُسبب ضررًا جسديًا أو نفسيًا للمُعين.
الحسد: تمني زوال النعمة عن الغير، وهو من أعظم أسباب الكراهية والعداوة.
المس: تلبّس الجن بالإنسان أو تأثيرهم عليه بأعراض مرضية.
ثانيًا: آيات إبطال السحر والعين والحسد والمس
هذه الآيات تُقرأ بنية الشفاء والحفظ، ويمكن تكرارها يوميًا صباحًا ومساءً مع الإخلاص والثقة بالله:
1. سورة الفاتحة
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ…}
الفاتحة من أعظم سور القرآن، وهي رقية عظيمة للشفاء، وقد سمّاها النبي ﷺ “الشفاء”.
2. آية الكرسي (البقرة: 255)
{اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ…}
من أقوى آيات الحفظ، تُقرأ لطرد الشياطين، والحماية من المس والسحر والعين.
3. خواتيم سورة البقرة
{آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ…} [البقرة: 285-286]
قال النبي : “من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه”.
4. المعوذات (الفلق والناس والإخلاص)
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ…}
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ…}
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ…}
يُفضل قراءتها ثلاث مرات صباحًا ومساءً، فهي درع واقٍ من الحسد والعين والمس.
5. آيات السحر في سورة الأعراف
{وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ…} [الأعراف: 117-122]
تُقرأ بنية إبطال السحر وإضعاف تأثيره، خاصة عند الشعور بأعراضه.
6. آيات من سورة طه
{قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَىٰ…} [طه: 65-69]
تشير هذه الآيات إلى كيفية إبطال الله لسحر السحرة، وتُقرأ مع غيرها كجزء من الرقية.
7. آيات الحسد والعين
{وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ…} [القلم: 51]
{وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق: 5]
آيات تدل على تأثير العين والحسد، ووجوب الاستعاذة من شر الحاسد.
ثالثًا: كيفية استخدام هذه الآيات للشفاء
القراءة بصوت مسموع على النفس يوميًا.
يمكن القراءة على ماء للشرب أو الاغتسال.
يُفضل أن تُقرأ بعد صلاة أو وقت خلوة مع التركيز والتضرع لله.
الثقة الكاملة بأن الشفاء من عند الله، لا من الكلمات.
رابعًا: علامات الإصابة بالسحر أو الحسد أو المس
تغيرات مفاجئة في المزاج أو الصحة دون سبب عضوي.
كوابيس مستمرة أو شعور بالخوف.
صدود عن الصلاة أو ضيق عند سماع القرآن.
فشل متكرر في الحياة أو النفور بين الأزواج.
لكن لا يجوز الجزم بالإصابة دون استشارة مختصين شرعيين وأطباء.
خامسًا: وقاية النفس من العين والسحر
المداومة على أذكار الصباح والمساء.
قراءة سورة البقرة في البيت.
قول: “ما شاء الله لا قوة إلا بالله” عند رؤية ما يعجبك.
تجنب التفاخر الزائد أو عرض النعم دون تسبيح.
الصدقة والدعاء والاستغفار.
دعاء لإبطال السحر والعين والحسد والمس
إلى جانب قراءة آيات الشفاء، يمكن ترديد هذه الأدعية المأثورة بخشوع ويقين:
“أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.”
“بسم الله أرقي نفسي، من كل شيء يؤذيني، من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيني، بسم الله أرقي نفسي.”
“اللهم أذهب البأس، رب الناس، واشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً.”
“اللهم إني أعوذ بك من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة، ومن شر النفاثات في العقد.”
يُفضَّل تكرار الأدعية والآيات مع النية الصادقة واليقين بأن الشفاء من عند الله وحده.
نصائح إضافية للتحصين اليومي
لا تترك أذكار الصباح والمساء أبدًا.
لا تنم إلا على طهارة، وبعد قراءة آية الكرسي والمعوذات.
ضع يدك على مكان الألم واقرأ الرقية.
لا تعرض خصوصياتك وحياتك على مواقع التواصل كثيرًا.
أكثر من قول: “حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم” [سبع مرات].
أوقات يُستحب فيها الرقية
بعد الفجر وقبل شروق الشمس.
قبل النوم.
بعد كل صلاة مفروضة.
في الثلث الأخير من الليل.
عند الشعور بالضيق أو الأعراض المفاجئة.
تنبيه مهم
لا يجوز اللجوء إلى الدجالين أو السحرة لفك السحر، لأن ذلك حرام شرعًا ويؤدي إلى الوقوع في الشرك.
قال النبي :
“من أتى عرّافًا أو كاهنًا فصدّقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد.”
العلاج المشروع هو القرآن، الدعاء، الرقية الشرعية، والصدقة.
السحر والعين والحسد والمس حق، وقد ثبتت في القرآن والسنة، لكن لا يجوز أن نعيش في خوف دائم منها.
القرآن هو الحصن الحصين، واللجوء إلى الله، ودوام الذكر، والبعد عن الذنوب، كلّها أسباب للحماية والشفاء.
فلنحرص على تحصين أنفسنا وأهلنا، ولنجعل من القرآن رفيقًا ودستورًا، فيه شفاء القلوب والأبدان.
{قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ} [فصلت: 44]
اللهم اجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا وشفاء صدورنا.
الوقاية والعلاج من السحر والعين والحسد والمس تبدأ من التوكل على الله والاعتصام بحبله المتين.
فمن تمسّك بكتاب الله وأحسن التوكل، فهو في أمان الله وحفظه.
ولنعلم أن الابتلاءات تُكفّر الذنوب، وترفع الدرجات، وتزيد القرب من الله.
فلنكثر من الدعاء، ولنثق أن الشفاء بيد الله، وأنه ما أنزل الله داءً إلا وأنزل له دواءً، ومن أعظم الأدوية:
كلامه عز وجل، واليقين بوعده، والرضا بقضائه.
المصدر: تحفيظ القرآن اونلاين ، تعليم التجويد للكبار