معلومات عامة

أنواع البراكين

البراكين هي ظاهرة جيولوجية مثيرة تلعب دورًا حيويًا في تشكيل سطح الأرض وتؤثر بشكل كبير على البيئة والمناخ. تتنوع البراكين في أشكالها وأحجامها وأنماط نشاطها، مما يجعل فهم أنواعها أمرًا ضروريًا للعلماء والسكان القريبين منها على حد سواء. في هذا الدليل الشامل، سنستعرض أنواع البراكين المختلفة.

أنواع البراكين
أنواع البراكين

ما هي أنواع البراكين؟

تُصنَّف البراكين بناءً على عدة معايير، بما في ذلك الشكل، وحجم الثوران، ونوع المواد المقذوفة، ونشاطها. فيما يلي الأنواع الرئيسية للبراكين:

1. البراكين الدرعية (Shield Volcanoes)
تتميز البراكين الدرعية بانحداراتها الطفيفة وشكلها المستدير، وتتشكل نتيجة لتدفقات الحمم البازلتية السائلة التي تنتشر على مساحات واسعة قبل أن تتصلب. تُعتبر هذه البراكين من أكبر البراكين حجمًا. مثال على ذلك: بركان “مونا لوا” في هاواي، الذي يُعتبر أحد أكبر البراكين على وجه الأرض.

2. البراكين المخروطية (Cinder Cone Volcanoes)
تُعتبر البراكين المخروطية الأكثر شيوعًا، وتتميز بشكلها المخروطي الحاد الناتج عن تراكم الشظايا البركانية، مثل الرماد والسكوريا، حول فوهة البركان. عادةً ما تكون هذه البراكين صغيرة الحجم وتتشكل بسرعة نسبية. مثال على ذلك: بركان “باركوتين” في المكسيك، الذي ظهر فجأة في حقل ذرة عام 1943.

3. البراكين الطبقية أو المركبة (Stratovolcanoes)
تُعرف أيضًا بالبراكين المركبة، وتتميز بتكوينها من طبقات متناوبة من الحمم البركانية والرماد والصخور. تُعتبر هذه البراكين من أكثر البراكين انفجارًا وخطورة. مثال على ذلك: بركان “فيزوف” في إيطاليا، الذي دمر مدينة بومبي الرومانية القديمة عام 79 ميلادي.

4. البراكين الغائصة (Submarine Volcanoes)
توجد هذه البراكين تحت سطح البحر، وتُعتبر مسؤولة عن تكوين جزر جديدة وتوسيع قيعان المحيطات. على الرغم من صعوبة دراستها، إلا أن ثوراناتها قد تؤثر على الملاحة البحرية والحياة البحرية. مثال على ذلك: بركان “لويهي” تحت الماء بالقرب من هاواي.

5. قباب الحمم (Lava Domes)
تتشكل قباب الحمم نتيجة لتدفقات الحمم اللزجة التي تتراكم فوق فوهة البركان، مما يؤدي إلى تكوين قبة. قد تكون هذه القباب عرضة للانهيار، مما يسبب تدفقات فتاتية خطيرة. مثال على ذلك: قبة الحمم في جبل سانت هيلينز بعد ثورانه عام 1980.

6. الحقول البركانية (Volcanic Fields)
تتكون الحقول البركانية من عدة فتحات بركانية تنتشر على مساحة واسعة، وتنتج براكين صغيرة مثل المخاريط الطفحية. قد تكون هذه الفتحات نشطة في أوقات مختلفة. مثال على ذلك: حقل “سان فرانسيسكو” البركاني في ولاية أريزونا، الولايات المتحدة.

7. الكالديرا (Calderas)
الكالديرا هي حفر بركانية كبيرة تتشكل نتيجة لانهيار سطح البركان بعد تفريغ حجرة الصهارة في ثوران هائل. قد تمتد الكالديرا لعدة كيلومترات وتُعتبر مواقع لثورانات مستقبلية. مثال على ذلك: كالديرا “يلوستون” في الولايات المتحدة، التي تُعتبر واحدة من أكبر الكالديرات في العالم.

ما هي البراكين النشطة والخاملة والمنقرضة؟

يُصنَّف النشاط البركاني إلى ثلاث فئات رئيسية بناءً على تاريخ الثوران والنشاط الحالي:

1. البراكين النشطة (Active Volcanoes)
هي البراكين التي شهدت ثورانات في التاريخ الحديث وتُظهر علامات على النشاط المستمر، مثل الانبعاثات الغازية أو الزلازل. يوجد حوالي 600 بركان نشط على سطح الأرض. مثال على ذلك: بركان “إتنا” في إيطاليا، الذي يُعتبر واحدًا من أكثر البراكين نشاطًا في العالم.

2. البراكين الخاملة (Dormant Volcanoes)
هي البراكين التي لم تشهد ثورانات في التاريخ الحديث ولكنها قد تثور في المستقبل. تُعتبر هذه البراكين خطرة لأنها قد تثور دون سابق إنذار. مثال على ذلك: بركان “كيلوا” في هاواي، الذي كان خامدًا لسنوات قبل أن يثور مجددًا.

3. البراكين المنقرضة (Extinct Volcanoes)
هي البراكين التي لا توجد دلائل على إمكانية ثورانها مرة أخرى، وعادةً ما تكون قديمة جدًا وتآكلت مع مرور الزمن. مثال على ذلك: بركان “كوهالا” في هاواي، الذي يُعتبر منقرضًا نظرًا لعدم نشاطه لفترة طويلة.

كيف تتشكل البراكين؟

تتشكل البراكين نتيجة لارتفاع الصهارة من باطن الأرض إلى السطح. تحدث هذه العملية عادةً في مناطق تلاقي الصفائح التكتونية، حيث:

الحدود المتباعدة (Divergent Boundaries): تتحرك الصفائح التكتونية بعيدًا عن بعضها البعض، مما يسمح للصهارة بالارتفاع وتكوين براكين مثل تلك الموجودة في قاع المحيط الأطلسي.
الحدود المتقاربة (Convergent Boundaries): تصطدم الصفائح التكتونية ببعضها البعض، مما يدفع الصهارة إلى السطح كما يحدث في حلقة النار بالمحيط الهادئ.
النقاط الساخنة (Hotspots): تنبعث الصهارة من بقع ضعيفة في قشرة الأرض بعيدًا عن حدود الصفائح، مثل جزر هاواي.

ما هي أخطر البراكين في العالم؟

تُعتبر بعض البراكين أكثر خطورة من غيرها بسبب حجم ثوراناتها وعدد السكان في المناطق المحيطة بها. من أشهر هذه البراكين:

بركان فيزوف (إيطاليا): تسبب في دفن مدينة بومبي عام 79 ميلادي.
بركان ميرابي (إندونيسيا): أحد أنشط البراكين في العالم، يثور باستمرار مسببًا أضرارًا كبيرة.
بركان سانت هيلينز (الولايات المتحدة): تسبب في ثوران مدمر عام 1980، أدى إلى مقتل العشرات وتدمير آلاف الهكتارات من الغابات.
بركان نيراجونجو (جمهورية الكونغو الديمقراطية): يتميز بحمم سائلة سريعة التدفق، مما يجعله من أخطر البراكين على وجه الأرض.

ما هي فوائد البراكين؟

على الرغم من خطورتها، تقدم البراكين فوائد عديدة، منها:

تكوين الأراضي الخصبة: الرماد البركاني غني بالعناصر الغذائية التي تعزز خصوبة التربة.
توليد الطاقة الحرارية الأرضية: تُستخدم الحرارة الناتجة عن النشاط البركاني في إنتاج الطاقة الكهربائية.
استخراج المعادن: توفر البراكين رواسب غنية بالمعادن مثل الذهب والنحاس.
تكوين مناظر طبيعية خلابة: تساهم البراكين في تشكيل الجزر والجبال التي تجذب السياح.

كيف يمكن التنبؤ بثوران البراكين؟

يعمل العلماء على مراقبة البراكين باستخدام تقنيات مختلفة للتنبؤ بثورانها، ومنها:

الزلازل الصغيرة: تشير الهزات الأرضية المتكررة إلى تحركات الصهارة.
التغيرات في الغازات المنبعثة: زيادة انبعاث الغازات مثل ثاني أكسيد الكبريت تدل على اقتراب الثوران.
التغيرات في درجة الحرارة: ارتفاع درجة حرارة الأرض بالقرب من الفوهة يشير إلى نشاط بركاني.
التضخم الأرضي: انتفاخ سطح الأرض بسبب تراكم الصهارة تحتها.

الأسئلة الشائعة حول أنواع البراكين

1. ما هو أخطر نوع من البراكين؟

البراكين الطبقية تُعتبر الأخطر بسبب ثوراناتها المتفجرة وحجم الدمار الذي تسببه.

2. ما هي أكثر المناطق عرضة للثورانات البركانية؟

منطقة “حلقة النار” في المحيط الهادئ هي الأكثر نشاطًا بركانيًا في العالم.

3. هل يمكن للبراكين أن تثور دون سابق إنذار؟

في بعض الحالات النادرة، قد تثور البراكين دون إنذار واضح، ولكن معظم البراكين تظهر علامات مسبقة.

4. ما هو أكبر بركان في العالم؟

بركان “مونا لوا” في هاواي يُعتبر أكبر بركان في العالم من حيث الحجم والمساحة.

5. هل يمكن للبراكين أن تؤثر على المناخ؟

نعم، الانفجارات البركانية الضخمة قد تؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة عالميًا بسبب انبعاث الغازات والجزيئات الدقيقة التي تحجب أشعة الشمس.

تلعب البراكين دورًا مهمًا في تشكيل سطح الأرض وإثراء التربة بالعناصر الغذائية. على الرغم من مخاطرها، فإن فوائدها تجعلها جزءًا أساسيًا من النظام البيئي. يساعد فهم أنواع البراكين وآلية تشكلها على التنبؤ بثورانها وتقليل الأضرار الناتجة عنها.

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!